"مقدمة "
الخذلان وما أدراك ما الخذلان أن تشعر بأنك خُذلت من شخصك المفضل أو صديقك أو عائلتك، فتزهقُ روحك، الخذلان هو أن تعيش بلا شغف ولا أمل وكأنك جسدًا بلا روح،جثة هامدة تُحاول أن تُلملم ما بقي منك لكي تُكمل بهِ تلك الحياة اللعينه، ومن سيعلم أثر الخذلان اكثر من فتاة خُذلت من الجميع.
كانت تجلس في زاوية في غرفتها التي يحتلها الظلام الهالك لم تكن تبكي بل كانت تجلسُ صامتة تتذكر كل ما حدث معها ثم تبتسم بسخرية على حالها فـ ها هي تجلس وحيدة بعدما كان الجميع حولها ومعها اتعلمون ما الذي حدث مع هذه الفتاة التي تُدعى "حُلم " كانت تعيش مع عائلتها في سعادة عارمة كانو يمرحون ويضحكون وكانو يحبونها كثيراً كانت هي مفتاح الامل بنسبه لهم وكانت مصدر فخر للجميع فكانت تدرس لكي تُصبح طبيبة جراحية في القرية كان هذا عامها الاخير في الدراسة والتدريب وبعدها كانت ستُعالج الجميع فهي تعلمت الكثير في الطب غير الجراحة وذات يوم كانت ذاهبة إلى الجامعة وفي طريقها تقابلت مع شاب في نفس عمرها واصطدمت به
حُلم= اعتذر لم اكن اقصد
نظر إليها ثم تبسم=لا تعتذري انا من اخطأت
تبسمت ايضآ وذهبت ولم تكترث لهُ كثيراً وعندما انتهت من الجامعة كانت تعبر الطريق فوجدت ذاك الشاب ينتظرها
لم تكن تريد التقرب منه فهي لا تعرفه وحاولت ان تبتعد عنه ولكنهُ كان ينتظرها كل يوم امام الجامعة ويحاول التودد إليها فتعرفت عليه واصبحا صديقين كان يوصلُها كل يوم ويتحدث معاها كثيراً وفي يوم ما اتى إليها وقال لها =حُلم انا أحبك
حُلم بصدمة=ولكننا اصدقاء
خالد=نعم ولكني احببتك
حُلم وقد احتلتها بعض المشاعر السذاجة=وانا ايضآ
وبعدها اصبحا يتقابلا كثيراً ويتحدثا اكثر حتى اهملت دراستها الجامعية ولم تكترث لها حتى اتت اختبارات العام ولكنها لم تكن تكترث ايضآ وعندما ظهرت نتيجه الاختبارات كان الجميع مترقب ويتمنى ان ترفع رؤوسهم بها وتحصد المركز الأول مع امتياز ولكن كانت الصدمة.......
فقد اتت في الترتيب الاخير ورسبت في الاختبارات وهنا استفاقت حقًا وبدأت الصدمة تتلاشى وتنهار هي وتحتاج من يوسيها وهنا ظهر لها ذاك الخالد وجلس على ركبتيه وقال
=لا تحزني انهُ مجرد اختبار
كادت ان تهداء إلى أن سمعته يضحك بطريقة هستيرية و وقف واستقام ثم قال لها ما لم تكن تتوقعه
خالد=هذا هو مكانك الحقيقي انتم الفتيات لا يمكن ان تنجحو فقد تركزون على الحب والعاطفة ولا شيء اخر وهذا جزاكم
حُلم بصدمة=خالد ما الذي تقوله
خالد=اتعلمين من انا ، انا خالد جميل منافسك الذي اصبح اول واكبر طبيب جراح في القرية وانتِ وعائلتك خسرتم
لم تكن تُصدق في البداية وذهبت تحاول أن تتحدث مع عائلتها ولكنهم تركوها وقالو لها انها لم تعد ابنتهم نعم لقد تخلو عنها لانها خذلاتهم ، ذهبت إلى صديقاتها ولكنهم ايضآ تخلو عنها لم يعد لديها احد فقد اصبحت وحيدة لقد خذلاها العالم اجمعين وكل هذا بسبب انها اعطت ثقتها لمن لا يستحقها
وبعد ما حدث معها ذهبت لتعيش في المدينة وتُكمل دراستها هناك كانت تجلس هي وقطتها وتتحدث معها
حُلم=اتعلمين يا قطتي ما الذي احزنني اكثر ان الجميع كان معي من اجل النجاح فقد لم يكونو يهتمون بي انا وان خالد كان يفعل كل شيء لكي لا يجعلني ادرس كان يُريد فشلي وانا اردتُ نجاحه ، لقد خذلني لم يكن يُحبُني وانا صدقت كذبته وها انا الان اشعر وكأن روحي غادرت الفؤاد وقلبي يتمزق أثر الخذلان ياليت هذه القصة كانت تنتهي بدمعه فامسحها وامضي لا اقع ولا تموتُ روحي.
اثر الخذلان باقيًا حتى وإن تعيشنا معه يبقي يُلازمُنا في حياتنا مهما مر عليه الزمن ف الخدوش والكسور الداخلية لا تنمحي ابدًا ..
وهنا نتعلم ان لا نمنح الثقة إلى احد حتى نعرفه حقًا.